كتاب السلم
للقديس يوحنا السلمي أو الدرجي
المقالة الأولى
الدرجة الأولىالزهد في هذا العالم الباطل واعتزاله
عظة لأبونا المحبوب
داود لمعي
عن الدرجة الأولى أو السلمة الأولى وهي
الزهد
رابط العظة أسفل المقالة👇
١. لما كان الهنا وملكنا الصالح بل الكلي الصلاح والفائق الصلاح (إذ يحسن أن نستهل كلامنا بذكر الله ما دمنا نكتب إلى خدام الله) قد كرم سائر خلائقه الناطقة، من ملائكة وبشر، بالحرية الذاتية، فإننا نرى فيهم من هم احباؤه، ومن هم له خدام مخلصون، أو عاطلون، ومن هم غرباء عنه بالتمام، ومن هم علي ضعفهم معاندون له، أما أحباؤه فاقصد بهم، أنا الحقير، أيها الرئيس الجليل، الجواهر العقليين العادمي الأجساد الذين يحيطون به، وأما خدامه المخلصون فهم الذين عملوا ويعملون مشيئته المقدسة بدون كسل ولا تقصير، وأما خدامه العاطلون فهم الذين يظنون انهم قد أهلوا لمعموديته الالهية، لكنهم نكثوا العهود التي قطعوها على أنفسهم حينذاك، وأما الغرباء المقصون عنه فأعني بهم غير المعمدين أو الهراطقة، وأما محاربوه فهم الذين لا يكتفون برفض وصايا الرب ونبذه، بل يعمدون أيضا إلى محاربة العاملين بها محاربة شديدة.
٢. وبما أن كلا من الفئات السابق ذكرها تستوجب إفراد بحث خاص بها، فلا يوافقنا نحن الجهلة أن نتورط في تناولها كلها بالشرح والتفنيد، ولذلك دعونا بالحري نذعن للطاعة ونمد يدنا العاجزة إلى فئة خدام الله المخلصين الذين يقتسروننا بتقواهم ويضطروننا بثقتهم فنتسلم قلم الكلام من معرفتهم ونغمسه في حبر تواضعهم الخاشع والمشرق معا ونسطر على قلوبهم البيضاء النقية الالهية، وكأننا نسطرها على رقوق بل على ألواح روحية فنقول:
٣. الله هو لجميع الذين يختارونه، وكذلك الحياة والخلاص فهما لجميع الناس، مؤمنين كانوا أو غير مؤمنين، عادلين أو ظالمين، اتقياء أو كافرين، خطاة أو صديقين، رهبانا أو علمانيين، حكماء أو بسطاء، اصحاء أو مرضى، احداثا أو شيوخا، وذلك على غرار اندفاق النور وشروق الشمس وتوالي فصول السنة من اجل الناس كافة على السواء، نعم وليس الأمر على خلاف ذلك لأنه "ليس عند الله محاباة".
٤. فالكافر كائن ذو نفس ناطقة وطبيعة فانية يقصي ذاته عن الحياة باختياره إذ يحسب أن خالقه الأزلي غير موجود، والمتعدي الشريعة هو من يحرف شريعة الله طبقا لفساد بصيرته ويبتدع ما يضاده تعالي ظانا أنه يؤمن به، والمسيحي هو من يتشبه بالمسيح في أقواله وأفعاله وأفكاره قدر استطاعة الانسان ويؤمن بالثالوث الأقدس إيمانا قويما خاليا من العيب، والمحب الله هو من يحسن استعمال الخيرات الطبيعية ولا يتوانى في عمل الصالحات قدر طاقته، والضابط هواه هو الذي يحاول بكل قوته، في وسط التجارب والمكايد والقلاقل، والراهب هو من يحقق في جسد مادي هيولي وسخ، رتبة العادمي الأجساد وسيرتهم، الراهب هو الحافظ وصايا الله وحدها في كل زمان ومكان وعمل، الراهب هو الذي لا يكف عن كبح طبيعته وحفظ حواسه، الراهب جسد عفيف وفم طاهر وذهن مستنير، الراهب نفس حزينة لا تنفك تلهج بالموت في النوم واليقظة، واعتزال العالم هو مقت طوعي وجحود للطبيعة لأجل البلوغ إلى ما فوق الطبيعة.
٥. إن جميع الذين بادروا إلى الزهد في العالم لابد أنهم زهدوا فيه إما في سبيل الملكوت الآتي أو لكثرة خطاياهم أو حبا بالله، وإن كان اعتزالهم العالم ناجما عن سبب آخر فهو اعتزال أحمق، غير أن الهنا الصالح واضع هذا الجهاد ينتظر نهاية سعيهم ليحكم عليه.
٦. من اعتزل العالم لكي يزيل عنه حمل خطاياه فليماثلن الجالسين بين المقابر خارج المدينة، ولا يكفن عن سكب الدموع السخينة وعويل القلب الخفي حتى يرى يسوع آتيا إليه ومدحرجا عن قلبه حجر القساوة، وحالا لعازر عقله من جدائل خطاياه وموعزا إلى خدامه الملائكة بأن يحلوه من أهوائه ويدعوه يمضي إلى اللاهوى المبارك، وإلا فلا يكون قد انتفع من تركه العالم شيئا.
٧. نحن الراغبين في الخروج من مصر هربا من وجه فرعون نحتاج حتما بعد الله إلى موسى آخر يتوسط لنا عند الله فيقف بين العمل والتأمل ويرفع يديه من أجلنا إلى أن نعبر بارشاده بحر خطايانا ونهزم عماليق اهوائنا، فالذين يتكلون على انفسهم وتوهمون أنهم لا يحتاجون إلى مرشد يرشدهم هم مخدوعون، إن الذين خرجوا من مصر قد اتخذوا موسى مرشدا لهم، والذين هربوا من سدوم كان الملاك هاديهم، فالذين يسعون إلى شفاء اهواء النفس بعناية الأطباء يمثلون الخارجين من مصر، أما الهاربون من سدوم فهم المتوخون استخراج نجاسة الجسد ولذا هم بحاجة إلى ملاك، أعني إلى انسان معادل لملاك لكي يعينهم، لأننا بمقدار ما يزداد تقيح جروحنا نحتاج إلى طبيب أكثر مهارة.
٨. إن الذين يعتزمون الصعود إلى السماء بأجسادهم يلزمهم بالحقيقة اقتسار ذواتهم وتكليفها آلاما متواصلة، لا سيما في بدء زهدهم، إلى أن يتحول خلقنا المحب اللذة وقلبنا الفاقد الإحساس إلى خلق عفيف ومحب لله نتيجة توبة صادقة، لأنها في الحقيقة مشقة كبيرة وكبيرة جدا ومرارة لا تحتمل، لا سيما للعائشين منا في التواني والكسل، إلى أن نجعل ذهننا، ذاك الكلب الشغوف بفضلات اللحوم لدى أبواب القصابين، محبا للعفة ولمراقبة الذات عن طريق روح البساطة وعدم الغضب بتاتا والاجتهاد، أما نحن معشر الضعفاء المستعبدين للأهواء فلنتشجع ونعترف للمسيح بضعفنا وعجزنا بايمان غير مرتاب فنحصل على معونته بالتأكيد أكثر مما نستحق، اللهم إذا تواضعنا باستمرار إلى قعر الاتضاع.
٩. ليعلم جميع اللذين يدخلون هذا الجهاد الصالح، الذي هو قاس وصعب وفي الوقت نفسه سهل، انهم إنما يقدمون على القفز في النار إن كانوا يريدون أن تسكن فيهم النار الروحية، فليمتحن إذا كل واحد ذاته ثم يأكل خبز الزهد المعجون بالمرارة ويشرب كأسه الممزوجة بالعبرات، لئلا يجلب على نفسه الدينونة، إن كان المعمدون لا يخلصون جميعهم بالضرورة فسأصمت عن الرهبان.
١٠. على الذين يتقدمون إلى هذه السيرة أن يجحدوا كل شئ ويستهينوا بكل شئ ويهزأوا بكل شئ ويطرحوا عنهم كل شئ لكيما يضعوا أساسا صالحا، والأساس الصالح المثلث الركائز هو الاقلاع عن الشر، والصوم، والاعتدال، فليبتدئ الذين ما زالوا بعد أطفالا في المسيح بممارسة هذه الفضائل الثلاث مقتدين بالاطفال، فإنه ليس عند هؤلاء شر أو خداع، وليس عندهم نهم أو تخمة، ولا جسد بهيمي ملتهب بالشهوة، إذ انهم لا يزيدون غذاءهم إلا بقدر ما يحتاج نموهم إلى حرارة.
١١. ولعمري أنه لقبيح حقا ومؤذن بالخطر أن يجبن المصارع حال دخوله حلبة المصارعة، فيعطي الكل الدليل على قرب سقوطه، هذا ولا شك في أن ابتداءنا في السيرة الرهبانية بنشاط يفيدنا فيما بعد في اوقات التواني، لأن ذكر الهمة الأولى بنخز النفس الشهمة إذا مالت إلى الاسترخاء، ولذلك كثيرا ما استعاد البعض اندفاعهم بفعل هذا النخز.
١٢. إذا أضاعت النفس حرارتها المباركة فلتبحث عن العلة بعناية ولتقاومها بكل عزمها وحرصها، إذ ليس لها أن تستعيد حرارتها المنشودة إلا من الباب الذي خرجت منه.
١٣. من يزهد في الدنيا خوفا من العقاب قد يشبه يوما البخور الذي تفوح رائحته الزكية أول ما يحرق ثم ينتهي بدخان، ومن يزهد طمعا بالثواب يشبه حمار الطاحون الذي يدور دائما على منوال واحد، ومن يعتزل العالم حبا بالله يمتلك للحال نارا كالتي إذا ما القيت في غابة تضرم كل يوم نارا اشد اشتعالا.
١٤. يبني البعض فوق الحجارة لبنا، ويشيد غيرهم علي التراب اعمدة، ويعدوا آخرون مسافة فتسخن منهم الأوصال والأعصاب فيزداد عدوهم إسراعا، من يستطيع أن يفهم هذا القول الرمزي فليفهم.
١٥. ما دامت أيامنا معدودة فلنسع بهمة ونشاط كمن دعاهم الههم وملكهم لئلا نوجد بلا ثمر يوم الوفاة فنهلك جوعا، ولنرض الرب كما يرضي الجند الملك لأننا سنطالب بدقة ما دمنا قد انخرطنا في خدمته، ولنخش الرب كما نخشى الوحوش، لأني رأيت اناسا ذاهبين ليسرقوا وهم لا يخافون الله، ولكنهم إذ سمعوا في المحلة صوت كلاب رجعوا أدراجهم في الحين، فما لم يصنعه خوف الله صنعه خوف الوحوش، ولنحب ربنا كما نجل اصدقاءنا، لأني كثيرا ما شاهدت اناسا قد اساؤوا إلى الله ولم يبالوا بذلك البتة، ثم رأيتهم هم انفسهم قد اسخطوا اخلاءهم لسبب تافه فسعوا لتلافي الأمر بكل وسيلة وحيلة وندم واعتذار، مباشرة أو عن طريق الاصدقاء، غير ضانين بالهدايا لكيما يستعيدوا حبهم الأول.
١٦. من البين أننا نمارس الفضائل في أوائل زهدنا بتعب ومرارة، وإذا تقدمنا في الطريق لا نعود نحس بغم، أو نشعر بقليل من الغم في ممارستها، أما إذا اجتاحت الغيرة قلبنا واستولت عليه فنعود نمارس الفضائل بكل فرح وهمة وشوق وباضطرام الهي.
١٧. بمقدار ما يجب الثناء على الذين يمارسون الفضائل ويتممون الوصايا بفرح وهمة منذ بدء زهدهم، وبذلك المقدار ينبغي التحسر على الذين يطول زمانهم في النسك ولا يزالون يمارسون الفضائل بتعب وإن كانوا يمارسوناها.
١٨. لا يرذلن أو نذمن الزهد الناجم عن ظروف عارضة، فإني رأيت اناسا كانوا هاربين فصادفوا الملك آتيا نحوهم فاضطروا إلى الانضمام إلى مرافقيه اضطرارا ودخلوا معه قصره واكلوا على مائدته، وشاهدت بذارا قد سقطت على الأرض عرضا فأثمرت ثمرا يانعا بوفرة، ولكني شاهدت العكس أيضا، ورأيت انسانا مريضا قدم إلى المستشفي لحاجة ما غير الاستشفاء، ولكن لطف الطبيب اسره فعولج مرغما فأزيلت الغشاوة عن عينيه، وهكذا صارت الأعراض الكرهية عند البعض اثبت من الافعال الطوعية وانفذ.
١٩. لا يتذرعن احد بثقل خطاياه وكثرتها مدعيا أنه غير مستحق للاسكيم الرهباني، وهو لأجل تمتعه بأهوائه يظن أنه يتواضع في حين أنه يتعلل بعلل الخطايا، لأنه حيث يكثر التقيح تشتد الحاجة إلى التداوي في سبيل استخراج النتن، أما الأصحاء فلا يذهبون إلى الطبيب.
٢٠. لو استدعانا ملك من ملوك الأرض ورغب إلينا في أن نخدم بين يدية لما تنصلنا أو تأخرنا البتة عن تلبية دعوته بل لتركنا كل شئ وبادرنا بنشاط إلى الالتحاق به، فإن كان ملك الملوك ورب الأرباب وإله الألهة يدعونا إلى خدمتة السماوية فلنحترس بالتالي لئلا نستعفي من الخدمة بدافع التهاون والتواني فنوجد بلا عذر في يوم الدين، ولعمري فإن من يرتبط بهموم هذا العمر واغلاله الحديديةقد لا يعجز عن المشي ولكنه يمشي بعناء، لأن المصفدة ارجلهم في الحديد قد يمشون إلا انهم لا ينفكون يتعثرون ويتجرحون، أما المرتبط بأعمال هذا الدهر دون أن يكون متزوجا فيشبه من أوثقت يداه فقط ولذا لا يوجد ما يمنعه من الانخراط في السيرة الرهبانية متى شاء، وأما المتزوج فيماثل من قيدت يداه ورجلاه معا.
٢١. قال لي ذات مرة اناس عائشون في العالم بالتواني: كيف تستطيع أن نسلك رهبانيا ونحن متزوجون ومنهمكون في هموم الحياة؟ فأجبتهم: افعلوا ما استطعتم من الصالحات، لا تعيروا احدا، لا تخدعوا احدا، لا تسرقوا احدا، لا تتشامخوا على أحد، لا تمقتوا احدا، لا تنقطعوا عن صلوات الكنيسة، اعطفوا علي المحتاجين، لا تعثروا احدا، لا تقتربوا من نصيب غيركم بل اكتفوا بنسائكم، إن فعلتم هذا فلن تكونوا بعيدين عن ملكوت السموات.
٢٢. لنعد في الجهاد الصالح بفرح وخشية ولا نخف اعداءنا لأنهم إنما يراقبون وجوه نفوسنا وهم غير منظورين، فإن رأوها متغيرة من الخوف فطنوا لجبننا حالا وهاجمونا بأكثر ضراوة، فلنقاتلهم إذا بشجاعة وشهامة، لأن من يحارب بشهامة لا يهاجمه احد.
٢٣. إن الرب يخفف القتال عن المبتدئين وذلك سياسة منه لئلا يخوروا فيرجعوا للحال إلى العالم، فافرحوا إذا بالرب في كل حين يا سائر عبيده، واعلموا أن هذه إنما هي العلامة الأولى لمحبة السيد لنا ولدعوته إيانا، ولكن الله أيضا، إذا ما رأى نفوسا شجاعة، كثيرا ما يعرضها للقتالات منذ البدء، كما هو معروف، مبتغيا أن يكللها سريعا، وهو يخفي عن العائشين في العالم مشقة معركة الزهد، (بل سهولتها في الحقيقة)، لأنهم عرفوها لما زهد في الدنيا أي ذي جسد.
٢٤. قدم للرب أتعاب شبابك فتفرح في شيخوختك بغنى اللاهوى، فإن ما يدخر في الصبا يغذي الذين يضعفون في الشيخوخة ويعزيهم، فلنبذل إذا جهدنا في حداثتنا ونجد في السير ساهرين لأن ساعة الموت مجهولة، واعداءنا اشرار حقا وشرسون، مخادعون ومحتالون، أشداء لا ينامون قط، وهم غير منظورين ولا جسديون، وفي ايديهم نار يرغبون أن يحرقوا بها هيكل الله لاتقاد حسدهم، فلا يقبلن احد في شبابه مشورة اعدائه الشياطين القائلين له: لا تضن جسدك لئلا تنتابك الامراض والأسقام، لأننا نكاد لا نجد شابا، لا سيما في جيلنا الحاضر، يعزم على إماتة جسده حقيقة وإلى النهاية، وإن كان يحرم ذاته كثيرا من الأطعمة اللذيذة، وغرض الأبالسة من إيحائهم هذا أن يجعلوا دخولنا في معركة الزهد مشويا بالاسترخاء والتواني منذ البدء، وبالتالي أن يجعلوا النهاية مطابقة للبداية.
٢٥. على الذين عزموا على خدمة المسيح حقيقة أن يعمدوا قبل كل شئ إلى اختيار المكان والطريقة والسكنى والممارسات النسكية التى تلائمهم، وذلك باستطلاعهم الشخصي ومعونة الآباء الروحيين، لأن الأديرة ذات المعيشة المشتركة لا توافق كل الناس من جهة الشراهة، وكذلك فإن مواضع العزلة والسكون ليست للجميع من جهة الغضب، فليفحص كل واحد إذا ما يوافقه.
٢٦. تنحصر السيرة الرهبانية كلها في مناهج ثلاثة وهي الاعتزال في جهاد منفرد، أو الإخلاد إلى السكون برفقة شخص أو شخصين آخرين، أو الإقامة بصبر في دير ذي معيشة مشتركة، ويقول الكتاب: لا تمل يمنة ولا يسرة، بل اسلك الطريق الملوكية، لأن الطريقة الوسطى بين المناهج الثلاثة الأنفة الذكر تلائم الكثيرين، وقد قيل: "ويل لمن هو وحده لأنه إن وقع في ضجر أو غفوة أو توان أو يأس، فليس له من يقيمه" لكن "حيث اجتمع اثنان أو ثلاثة بتسمى أكون في وسطهم" يقول الرب.
٢٧. فمن هو يا ترى الراهب الأمين الحكيم؟ هو من يحفظ غيرته متقدة إلى النهاية، ولا يزال حتى الممات يزيد كل يوم على ناره نارا وعلى اضطرامه اضطراما وعلى شوقه شوقا وعلى همته ونشاطه نشاطا دون انقطاع.
هذه درجة اولى، ومن وطئها فلا يعودون إلى الوراء.
عظة لأبونا المحبوب
داود لمعي
عن الدرجة الأولى أو السلمة الأولى وهي
الزهد
رابط العظة من هنا
إرسال تعليق