U3F1ZWV6ZTQzNzQwMjc3MjU1NzE5X0ZyZWUyNzU5NTE0OTE1MjM5Ng==
Health and beauty category

المتابعون

كتاب السلم للقديس يوحنا السلمي القديس يوحنا السلمي أو يوحنا الدرجي -من هو القديس يوحنا السلمي "الدرجي"؟

كتاب السلم للقديس يوحنا السلمي
 القديس يوحنا السلمي أو يوحنا الدرجي
-من هو القديس يوحنا السلمي "الدرجي"؟





(في نهاية المقالة عظة لابونا داود لمعي يشرح فيها ما ورد بالمقال التالي عن كتاب السلم والقديس يوحنا السلمي أو الدرجي)

- لا يعرف الشئ الكثير عن القديس يوحنا السينائي كاتب "السلم" والمكني في التقليد النسكي ب "السلمي" أو "الدرجي" (كليماكوس). وجل ما يعرف عنه يقتبس من كتابه.

- حداثته مجهولة لدينا سوي لقب "علامة" الذي لقب به وهو علي قيد الحياة يفترض تحصيلا ثقافيا واسعا، يدل عليه غني تشابيهه وغزارة مفرداته.

- وفي السادسة عشرة من عمره تتلمذ للأب مرتيريوس احد شيوخ دير جبل سيناء، وفي يوم ترهبه قال عنه شيخ يدعى ستراتيجوس أنه سيضحي "أحد أنوار العالم"، وتنبأ عنه يوحنا الساباوي وانستاسيوس رئيس جبل سيناء آنذاك بأنه سوف يصبح رئيسا للدير.

- في سن العشرين اعتزل متوحدا في بادية "تولا" على بعد خمسة أميال من الدير، وكان مرشده قد رقد للرب، ولعله أتخذ عند ذاك مرشدا آخر هو جرجي الارسلايتي.

- قضي اربعين سنة في خلوته في "تولا"، مجاهدا جهاد التوبة والصلاة، ومختبرا فنون الحرب اللامنظورة وحلاوة مناجاة الله، عرف مثلا خداع الشياطين في أمر الدموع الكاذبة والفرح الكاذب، وجرب يترك وحدته من جراء الضجر ولكنه ثبت فيها بفضل تطويب زائريه له، واكتسب موهبة الصلاة الدائمة ومحادثة الملائكة.

- وأثناء مدة الأربعين سنة هذه (علي الأغلب) قام برحلة إلي مصر زار خلالها ديرا في منطقة الأسكندرية وهو يذكره مطولا في المقالتين الرابعة والخامسة، لا سيما "الدير السجن" الرهيب التابع له والخاص بالرهبان المذنبين والتائبين والذي يصفه يوحنا وكأنه من عالم الخيال مع أنه حقيقة.

- وكان في خلوته يستقبل من يأتونه للاسترشاد من رهبان وعلمانيين ويزور المرضى المتوحدين متفقدا، وقد شفى راهبا اسمه اسحق من تجربة شيطانية مزمنة (وردت في سيرة دانيال) وانقذ تلميذه موسى من الموت.

- وبسبب هذا النشاط قام بعض الرهبان عن حسد وغيرة بنعته بالثرثار، فصمت صمتا كليا مدة سنة كاملة إلي أن عاد ثالبوه وتوسلوا إليه أن يتكلم لأجل خلاص النفوس.

- في نهاية الأربعين سنة قضاها متوحدا انتخب رئيسا لدير جبل سيناء، وبحسب رواية انستاسيوس السينائي حضر النبي موسى بنفسه لدى تنصيبه وصار يخدم الضيوف، وقد بدا يوحنا في هذه الرؤيا كموسى جديد يتشفع فينزل المطر في زمان الجفاف.

طلب إليه الأب يوحنا رئيس دير رايثو أن يكتب "الألواح الروحية للناموس الجديد" لمنفعة الرهبان فأجاب طلبه، ويستنتج من رسالة الأب يوحنا رايثو أن القديس يوحنا كتب "السلم" وهو شيخ متقدم في السن.

- لا يعرف بالضبط مقدار الزمن الذي تولى فيه القديس يوحنا رئتسة دير جبل سيناء، ولكنه استقال من الرئاسة ليعود إلي خلوته قبل وفاته، فخلفه في الرئاسة أخوه جورج الذي كان من رهبان الدير.

- تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في ٣٠ اذار، يوم وفاته، وفي الأحد الرابع من الصوم الكبير.

- أما حقبة الزمن التي عاش خلالها القديس السلمي فكان من المقبول عامة أنه عاش بين عامي ٥٢٥ و ٦٠٠ علي وجه التقريب، ولكن أحد العلماء طلع في بداية هذا القرن بنظرية جديدة استنادا إلي بعض الاستنتاجات من "أخبار انستاسيوس" تقول بأن السلمي عاش بين عامي ٥٧٩ و ٦٤٨، إلا أن هذه النظرية لم تحظ بالقبول التام لدى العلماء لأنها مبنية على استنتاجات غير ثابتة، ولكن ما يجعلها غير بعيدة عن الواقع أن يوحنا موسخوس كاتب "المرج الروحي" زار جبل سيناء بين عامي ٥٨٠ و ٥٩٠ وهو لم يذكر شيئا البتة عن القديس السلمي الذي كان من المفروض أن يكون قد اشتهر في تلك الحقبة لو أنه توفى عام ٦٠٠ عن ٧٥ عاما.

- وهذا ويستشف من كتابه أنه كان ذا شخصية قوية حرة، لقد شاهد وسمع في حياته امورا كثيرة فيرويها ويقيمها تقييما شخصيا غير آبه بمخالفته للآراء السائدة احيانا: " أما أنا فأقول ... "، ويبدو جليا أنه مطلع كل الاطلاع علي أحوال الناس العائشين في وسط العالم وعلى آرائهم وعاداتهم ونفسيتهم، وانه يعرف النفس البشرية معرفة عميقة ويحللها تحليلا دقيقا، جديرا بعلماء النفس اليوم وهو مستعد دائما للاقرار بضعفه، وبصورة عامة يستنتج من كامل مؤلفه أنه متزن الشخصية سليمها يترك دائما مكانا للاعتدال، على ما يتصف به من جد وصرامة .. مما يجعله من المعلمين الروحانيين الأكثر انسانية.

كتاب "السلم"


- كتب القديس يوحنا كتاب "السلم" بناء علي طلب زميله الأب يوحنا رئيس دير رايثو، كما سبق القول، وذلك لمنفعة الرهبان، إلا أنه نافع لكل مسيحي يبتغي طريق الكمال.

- عنوان الكتاب في الأصل اليوناني هو "السلم" وحسب ولكن الترجمات المختلفة تحمل عناوين مختلفة (مثال: سلم الصعود الالهي أو السلم المقدس أو سلم الفردوس أو سلم السماء ودرجات الفضائل).

- تسمية "السلم" مستوحاة من رؤيا يعقوب، وقد رتب القديس يوحنا في كتابه ثلاثين درجة إشارة سني يسوع الثلاثين قبل ظهوره للعالم، علما بأن رمز السلم يرد كثيرا في تاريخ الروحانيات علي اختلافها ويعد من المواضيع الرئيسية في الحياة الروحية، وقد استخدمه الآباء والكتاب الروحانيون المسيحيون، ابتداء من اورجنس خاصة، فؤ أشكال وأطر مختلفة، وترمز السلم عندهم بصورة عامة إلي مسيرة الكمال، باعتبارها صعودا روحيا نحو الله، أو إلي صليب المسيح، باعتباره الطريق الوحيد الذي يجمع بين الأرض والسماء.


- كتب كتاب "السلم" في زمن كان فيه الفتح الإسلامي موشكا أن يتسبب انتقال قلب الحياة الرهبانية من الشرق الأدنى إلي جبل آثوس، فكان ثمرة مرحلة انتقالية جمع ونظم فيها تعاليم آباء القرون الثلاثة الأولى للحياة الرهبانية وألف منها مجموعة واحدة متناسقة منسجمة، وهو يظل إلي اليوم بمثابة مرجع ودليل للحياة الرهبانية "البيزنطية".

- ذلك. لأن روحانيته السينائية المتزنة قد اعتدلت بتأثير باسيليوس الكبير عن طابع العقلانية الافاغريوسية المتطرفة، وذلك دون أن تتبنى تفضيل القديس باسيليوس لنظام الحياة الرهبانية المشتركة، بل هي تعكس خبرة استقلال كل من حياة الشركة وحياة التوحد عن الأخرى، مع تكميل الواحدة للأخرى، وذلك بصفاء لا نجده عند كسيانوس مثلا، هذا فضلا عن أن السلمي لم يكتف بالبحث في بعض نواحي الحياة الروحية بل تناول وحدد بشكل متكامل ومنتظم كل مراحل الحياة النسكية والصوفية، ثم ألحق السلم برسالة "إلي الراعي" ضمنها صفات رئيس الدير وواجباته فكمل بها مؤلفه.

- وإلى جانب كونه مؤلفا متزنا متكاملا يمثل إلى حد كبير التقليد الكنسي الذي آلت إليه الحياة الرهبانية في الكنيسة الأرثوذكسية ويعد مرجعا عاما في هذا الصدد، فإن كتاب "السلم" يعد أيضا كتابا فريدا من نوعه، نظرا لشخصية مؤلفه القوية وسعة معرفته وعمق خبرته الروحية وطريقته في البحث، متصفا ومتميزا بالانسجام والغنى معا.

- أما قوام الكتاب ومحتواه بصورة إجمالية فيمكن عرضه كما يلى: 
١. الدرجات الثلاثة الأولى تبحث في الزهد في العالم، كغربة خارجية وداخلية (المقالة ١ و ٢ و ٣).
٢. الدرجات الأربع الأخيرة تبحث في الاتحاد بالله، في السكون والصلاة واللاهوى والمحبة (المقالة ٢٧ و ٣٠).
٣. في الدرجات الثلاث والعشرين الباقية يتوسط السلم بين الزهد في العالم والاتحاد بالله والجهاد (أو العمل في الإصلاح الآبائي).
- مبتدئا بالفضائل الذعامة: الطاعة والتوبة وذكر الموت والنوح، ومارا بمجاهدة الاهواء: من الغيظ إلي الضجر، فئة أولى، ومن الشره إلى الزنى وحب المقتنيات، فئة ثانية أكثر جسدانية، ومن عدم الحس إلى الكبرياء، فئة ثالثة أكثر دقة وخطرا، ومنتهيا بثمرة ذلك الجهاد: الوداعة والتواضع والتمييز، فما كان في البداية جهادا متعبا يصبح في النهاية نعمة ترول إلى حضور الروح.

- أما اسلوب السلمي، الذي يتبع أيضا اسلوب زمانه في هذا النوع من الأدب الروحي ولكنه يأتي به إلى الكمال، فهو لا يتضمن بحثا تأليفيا منتظما وفق ما نألفه أو نتوقعه اليوم، بل هو عبارة عن جمل أو مقاطع قصيرة تتوالى حسب الأفكار أو الفضائل أو الرذائل المتوالدة فيما بينها، فنرى تعاريف تتلاحق وتتنوع في حقول واتجاهات مختلفة، وجملا وجيزة ترصف الواحدة بجانب الأخرى علي كنوال الفسيفساء، فضلا عن تشابيه غزيرة وآيات بشكل أمثال وتمييزات دقيقة، وحث وتحذيرات، وقصص وذكريات للعبرة والتعليم وأسئلة أو تساؤلات مع قطع سياق البحث قبل استيفائه: " من يستطع أن يفهم فليفهم ..." كل هذا في طابع شخصي وشئ من السخرية، احيانا كثيرة، يختلف عن طابع الكتب التقوية، ولا شك أن كتاب السلم هو من روائع الأدب الروحي يمتاز بالدقة والظرافة والاقتضاب.

أما فيما يتعلق بمصادر السلمي فقد كتب أحدهم أن كتاب السلم هو أحد الكتب الروحية الأكثر فرادة، صحيح أن السلمي يغرف من التقليد الآبائي الذي هو متشبع منه ولكنه، كما ذكرت آنفا، يبحث مواضيعه بصورة جد شخصية حتى إنه يندر جدا أن نجد في مؤلفه أي ارتباط ادبي مباشر مع مؤلف آخر، أما الآباء الذين يرجع إليهم فهو يذكر منهم كسيانوس وافاغريوس وغريغوريوس اللاهوتي، ولكن بعض الأبحاث الأخيرة قد بينت أنه يرتبط أيضا بديادوخوس الفوتيكي، وبصورة خاصة بمدرسة غزة الروحية (دوروتيوس وبرصنوفيوس واسحق الاسقيطي) في الواقعية الروحية والمجال النسكي، وأيضا بمرقس الناسك.

- وأخيرا إن المؤلف الذي وصل إلينا تحت اسم القديس يوحنا السلمي يتضمن أولا سيرة القديس بقلم الراهب دانيال ثم رسالة الاب يوحنا رئيس دير رايثو وجواب السلمي، ثم نص مقالات السلم الثلاثين، ثم رسالة "إلى الراعي"، وأخيرا عددا من الشروح والتعليقات يختلف بحسب المخطوطات.

عظة لابونا داود لمعي

عن كتاب السلم للقديس

يوحنا السلمي
رابط العظة من هنا












تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة