أسباب فيضانات وسيول السودان .. وما دور سد النهضة والسد العالي في مواجهتها
إجتاحت مؤخرا جمهورية السودان كارثة طبيعية وهي السيول والتي نتج عنها فيضان نهر النيل، وتسبب ذلك في مصرع أكثر من ١٠٠ شخص، و ٤٦ جريح، وإنهيار أكثر من ١٠٠ ألف منزل، و تضرر من هذه الكارثة أكثر من ٥٠٠ ألف شخص، وغرق مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، والتي تعتمد عليها الدولة كمصدر رئيسي للغذاء، وتضرر ١٥٠ من المرافق الحكومية، بالإضافة إلي الكثير من الأضرار المادية، وذلك علي حسب ما أعلنته وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية، وقد أعلنت السلطات السودانية حالة الطوارئ في البلاد، ولمدة ثلاثة أشهر.
ومن الأماكن الأكثر تضررا، كانت ولاية شمال كردفان، وولاية سنار، وولاية الخرطوم، والقضارف، والجزيرة.
النيل .. هل يعطي الحياة أم الموت؟!
ففي مدينة توتي بين الخرطوم وأم درمان، مشهد محزن، حيث أخذ أهالي هذه البلدة في مليء أكياس كبيرة بالرمال والحجارة، لعمل سد لمنع المياه من الدخول الي منازلهم، ولكن بات هذا الأمر بلا جدوى، بسبب قوة مياة الفيضان وزيادة منسوب المياة الغير مسبوق، والذي يعد اكثر ضررا من فيضان ١٩٩٨.
مساعدات مصرية عاجلة لمتضرري كارثة السيول في السودان وجنوب السودان:
قامت مصر بإرسال مساعدات إنسانية سريعة إلي اشقائها في السودان وجنوب السودان، مساهمة منها في تقليل العبىء لمتضرري السيول وتجاوز هذه الكارثة، وذلك بتوجيهات من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والقائد الأعلي للقوات المسلحة.
فقد اقلعت طائرات عسكرية في اتجاهها إلي الخرطوم وبها شحنات المساعدات، وكذلك طائرة عسكرية إلي جوبا وبها أيضا المساعدات الإنسانية، وذلك لتقديم الدعم لمواجهة الخسائر والأضرار الناتجة عن السيول والفيضانات مؤخرا.
وقامت الدكتورة هالة وزير الصحة بزيارة دولة السودان، بصحبة وفد طبي، بالتعبير عن مبادرة مصر في مساعدة جمهورية السودان وجنوب السودان، والدعم الطبي لهم حتي تتمكن من تخطي هذه الأزمة والكارثة التي تتعرض لها.
وقام المسئولون بجمهورية السودان بالتعبير عن تقديرهم وإمتنانهم لمصر والرئيس السيسي، مشيرين إلي العلاقات الوثيقة منذ القدم بين السودان ومصر.
كما قام بزيارة السودان الشقيق وفد مصري، علي رأسه الدكتور محمد عبد العاطي وزير الري والموارد المائية، وقد عبر الدكتور عبد العاطي عن استعداد مصر بكل الود إلي التعاون من ناحية الموارد المائية والري بجمهورية جنوب السودان، كما عبر المسئولون هناك عن جزيل شكرهم وتقديرهم لجهود مصر المبذولة تجاه الأزمة التي لحقت بالبلاد وخلفت خسائر ضخمة في الأرواح والممتلكات.
وجاءت هذه المساعدات والتي سميت بالجسر الجوي، تعبيرا وتأكيدا علي دور مصر الإنساني للتقليل من حدة الكارثة المدمرة التي أصابت أشقائنا في السودان.
كما اعربت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، عن تأكيدها بأن مصر تقوم بتقديم المساعدات الطبية اللازمة لجمهورية السودان الشقيق، وذلك لنقل خبرات الوزارة في الفترة الأخير، وقد تم عقد مؤتمر صحفي بين وزيرة الصحة هالة زايد، ووزير الصحة السوداني الدكتور أسامة عبد الرحيم، وقالت الدكتورة هالة اثناء المؤتمر وأثناء تسليم شحنة المساعدات في مطار الخرطوم "أن اليوم نستقبل جزء من مساعدات مصر لمتضرري السيول والفيضانات لجمهورية السودان"
ونقلت لهم وزيرة الصحة هالة زايد، مشاعر الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأيضا رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وأحساسهم بوافر الحزن والأسي من جراء ما حدث للسودان، قادة وحكومة وشعب، مؤكدة علي تضامن مصر وشعبها مع شعب السودان.
وقالت إلى أن الجسر الجوي هذا هو الثالث مؤخرا، حيث كان أولها في مواجهة فيروي كورونا، والثاني كان أثناء زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في الأسابيع الماضية، والثالث هو لمواجهة آثار الفيضانات والسيول بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعما منه للسودان وواجب بين أشقاء، شعبين يربطهما نيل واحد ومودة على مدى التاريخ الطويل.
وأشارت هالة إلى أن هذا الجسر الجوي من الإمدادات سيستمر حتى نهاية هذه الكارثة، وأوضحت أنها بصحبة فريق طبي يتكون من عشرون من الأطباء والصيادلة ومن الإسعاف وخبراء من الطب الوقائي، وسوف ننتشر في أربعة مجموعات في الأماكن الأكثر إحتياجا في الخرطوم.
واجتمعت الدكتورة هالة مع وزير الصحة السوداني لمناقشة أهم الإحتياجات والمساعدات العالجة، التي بالفعل من ضمنها ما بدأنا في إرساله، من أدوات لمكافحة نقل الأمراض وأدوات للرش.
وأمر الرئيس السيسي بعلاج ٢٥٠ الف سوداني من فيروس c، كما أوضحت أن الجسر الجوي الخاص بالإمدادات الطبية سوف يستمر اثناء الفترة القادمة، وناقشوا أمر المنح الدراسية لأخوتنا من السودان.
توجيهات من الرئيس السيسي بإتاحة كل سبل الدعم لأشقائنا في السودان لمواجهة كارثة السيول والفيضانات الأخيرة
بدأ إجتماع رئاسة مجلس الوزراء، بتأكيد تضامن مصر مع الشعب السوداني في الأزمة الراهنة جراء السيول والفيضانات، وأشار الدكتور مصطفي مدبولي إلي أنه تم مد الجسر الجوي بين مصر والسودان الشقيق، بتوجيهات من الرئيس، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع، بإمدادهم بالمساعدات والمستلزمات الطبية والإنسانية وإستمرار الإمداد حتي نهاية أثار الكارثة.
إرسال تعليق