مشاهير الآباء الذین وردت
أسماؤهم ببستان الرهبان
1 -القدیس اثناسيوس الرسولي
البطريرك العشرون من بطاركة الكنيسة القبطية. لقب بالرسولي وحامي الايمان، وثالث عشر الرسل .. ولد في الاسكندرية سنة 296م. قدمته امه وهو في سن
الخامسة عشر للبابا الكسندروس ليحيا التكريس معه. تلقى علومه الدينية بمدرسة الاسكندرية اللاهوتية ..
تتلمذ للقديس انطونيوس الكبير فترة عاد بعدها للاسكندرية وسيم شماساً فرئيساً للشمامسة وصحب البابا الكسندروس إلى المجمع المسكوني الأول بنيقية حيث كان فارس الميدان وبطل الايمان الارثوذكسي الذي استطاع أن يقف امام أريوس الهرطوقي وكل أعوانه وفند اضاليلهم ..
سيم بطريركاً سنة 326م ونالته شدائد كثيرة من الأريوسيين الذين استطاعوا أن يستميلوا بعض أباطرة الدولة فنفوا اثناسيوس عدة مرات .. واخيراً بعد كفاح جبار وقيادة حكيمة للكنيسة وحفاظ أمين على الايمان رقد في الرب 373م.
2 -القدیس ارسانيوس
معلم أولاد الملوك
ولد بروما في أوائل النصف الثاني من القرن الرابع من عائلة مسيحية. جمعت بين شرف الحسب والتقوى .. اتقن علوم عصره .. وقع عليه الاختيار - كأفضل وأتقى
معلم - ليعلم اركاديوس وهونورويس ابني الملك ثيئودوسيوس الكبير ..
كان يطلب من الله أن يعلمه ماذا يعمله لكي يخلص، فسمع هاتفاً يوماً يقول له "اهرب من الناس وانت تخلص" .. ومن وقتها ترك بلاط الامبراطور إلى حياة النسك في اسقيط مصر حوالي سنة 394م ..
وعاش في مغارة منفردة بعيدة عن الأخوة الرهبان .. واتقن فضيلة الصمت والنسك، كما عرف بكثرة الدموع .. عاش أربعين سنة في الاسقيط واثني عشر سنة في جبل طره وثلاث سنوات في كانوب قرب الاسكندرية. تنيح حوالي سنة
445م.
3 -مار اسحق السریاني
من الآباء السرياني، ترهب في دير مار متى في نينوى. سيم اسقفاً على نينوى في أواخر القرن السادس. ترك الأسقفية ليتوحد في اسقيط مصر بعد أن أتاه يوماً دائن يحتكم إليه ضد مدين. وكان هذا الأخير يطلب إليه أن يمهله بعض الوقت ليسدد له دينه.
أشار مار اسحق على الدائن أن يمهله مستنداً إلى كلام الانجيل. لكن الدائن قال له: "دع عنك كلام الانجيل" فقال مار اسحق في نفسه: أن كانوا لا يستمعون لكلام الانجيل فماذا أتيت لأعمل .. وهكذا ترك الأسقفية إلى البرية. أتقن حياة الوحدة ووضع في ذلك أربعة كتب في تعلم النسك تعتبر غاية في السمو والروحانية وهي مترجمة إلى العربية
ومحفوظة في أديرتنا.
4 -مار افرام السریاني
من الآباء السريان الأعلام .. من أعظم شعرائهم وكتابهم. دعي نبي السريان ومعلمهم وقيثارة الروح القدس. ولد في مدينة نصيبين وتعلم بها في أوائل القرن الرابع
.. توحد في جبل الرها وعاش حياة نسكية عجيبة .. ترك وحدته ليخدم في مدينة الرها بناء على رؤيا ليخلص نفوس المؤمنين من الذئاب الأريوسية التي اخذت تفسد ايمانهم
.. كما نزل اليها ليخدم اهلها بعد أن جتاحتهم مجاعة.
زار القديس باسيليوس الكبير في قيصرية كبادوكية بعد أن رآه في رؤيا عمودا منيراً يصل من الأرض إلى السماء.
وضع ميامر كثيرة وفسر كثيراً من الأسفار المقدسة لكن فقد معظمها. وهو بلا شك من أعظم نساك السريان وأكثرهم روحانية وأعذبهم اسلوباً .. تنيح على أرجح الآراء في
سنة 373م.
5 -القدیس انطونيوس الكبير
هو أب جميع الرهبان ومؤسس نظام الرهبنة. ولد سنة 251م ببلدة قمن العروس بني سويف .. مات والده وهو بعد شاب في سن الثامنة عشر أو العشرين وخلف له املاكاً كثيرة (300 فداناً)
وزعها جميعها على الفقراء بعد أن سمع الشماس في الكنيسة يقرأ قول الرب في الانجيل .. "ان اردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أموالك واعط الفقراء فيكون لك كنزاً في السماء".
تنسك اولاً في اطراف قريبة ثم أخذ يتوغل في الصحراء الشرقية رويداً رويداً حتى وصل إلى المكان الحالي الذي يقع في ديره بجوار ساحل البحر الأحمر.
بعد سنوات سمع عنه الناس وتوافدوا اليه، بعضهم طالباً
بركته وبعضهم طالباً شفاءه والبعض طالباً التتلمذ له. ومن تلاميذه اثناسيوس الرسولي بطريرك الاسكندرية. وقد كتب تاريخ حياته وحمله معه سنة 339م. في زيارته لروما. وتركه هناك.
هذه السيرة التي اشعلت الرغبة النسكية في بلاد غرب اوروبا. وكانت من أقوى العوامل في توبة اوغسطينوس. تنيح في سنة 356م.
6 -القدیس اوغریس
ولد ببلدة ايبورا ببلاد بنطس آسيا الصغرى حوالي سنة 345م. كان ذا ثقافة يونانية عالية. سامه باسيليوس الكبير اغنسطساً ورقاه اغريغوريوس النيزينزي (الثيئولوغوس) شماساً وصحبه معه إلى القسطنطينية سنة 381م ليحضر المجمع المسكوني الثاني المنعقد بها.
لكنه ما لبث أن تركها حوالي سنة 382م قاصداً اورشليم
بعد أن تعرض لتجربة هددت طهارته. مرض هناك بالحمى ونذر نفسه الله. ذهب إلى مصر سنة 383م وترهب في جبل نتريا وبعد سنتين ذهب إلى الموضع المسمى بالقلالي حيث امضى الخمسة عشر عاماً الباقية من حياته وهناك تتلمذ للقديس مقاريوس الاسكندري. عرف عنه انه كان ينزل إلى الاسكندرية ليفحم الفلاسفة اليونانيين.
حاول البابا ثاؤفيلس 23 أن يرسمه اسقفاً على طمويس لكنه هرب. تنيح حوالي سنة 399 وله من العمر اربعة وخمسون سنة.
7 -القدیس باخوميوس
"أب الشركة"
مصري من الصعيد الأعلى. نشأ وثنياً وتجند في جيش الدولة الرومانية الحاكمة لمصر في ذلك الوقت. أحب المسيحية لما لمسه في مسيحيي اسنا من محبة وشفقة
حينما قدموا لجنود معسكر قريب لهم طعاماً وشراباً وكانوا في حالة سيئة تأثر باخوميوس من حياة المسيحيين واخلاقهم. بعد أن صدر الأمر بتسريح فرقته
تعمد وترهب بعد ثلاث سنوات عند راهب قديس اسمه بلامون ومكث تحت طاعته عدة سنوات. ترك الأنبا بلامون وأسس شركة رهبانية - بناء على ارشاد ملاك الرب له.
شيد جملة اديرة في الصعيد الأعلى وكان مدبراً ومرشداً لآلاف الرهبان الذين كانوا يعيشون معاً عيشة مشتركة في المأكل والملبس والعمل اليدوي. حاول البابا اثناسيوس
الرسولي أن يرسمه قساً فهرب ونصح اولاده أن يهربوا من الكهنوت. وبعد حياة حافلة بالنسك والجهاد الروحي تنيح.
انتقلت قوانينه النسكية وانظمته الرهبانية إلى اوروبا وما زالت متبعة في بعض الرهبانيات حتى الآن بعد أن ادخلوا عليها بعض التعديلات.
8 -الأنبا دانيال
قمص شيهيت
لا يعرف مكان مولده، أما تاريخه فيرجح انه حوالي سنة 385م انطلق إلى برية شيهيت وهو بعد شاب. ترهب وعاش حياة نسكية عجيبة. كان يتناول وجبة واحدة من
الطعام كل يوم في وقت الغروب. كان يقوم بعمل السلال ويبيعها لينفق منها. حياته المثالية وتقشفه وقدرته الفائقة في حسن الادارة اهلته لرتبة الكهنوت بل أن يصبح
قمصاً لشيهيت كلها وهي اعلى رتبة في البرية. وقع أسيراً في يد البربر ثلاث مرات.
في المرة الأولى أسر لمدة سنتين حتى خلصه أحد البحارة، وفي الثانية أسر لمدة ستة شهور لكنه تمكن من الهرب، وفي الثالثة رمى حارسه بحجر أرداه قتيلاً وهرب عائداً
إلى قلايته لكن هذا العمل الأخير أقلق ضميره للغاية حتى انه لجأ إلى البابا تيموثاوس
الذي اذ لمس ندمه الشديد وحزنه على خطيته وتوبته اعطاه الحل وصرفه بعد أن نبهه إلى خطئه. لكنه مع ذلك لم يهدأ فأخذ يقصد آباء قديسين في أماكن متفرقة طالباً مشورتهم وقيل انه لما لم يرتح حتى قدم نفسه للسلطات الحاكمة في الاسكندرية لتوقيع عليه العقوبة، لكن لم يهتم احد باعتباره مداناً.
اكتفى الأنبا دانيال بهذه المحاولات وعاد إلى البرية جاعلاً من ذاته قاضياً لنفسه فانسحق انسحاقاً شديداً وضاعف من اتعابه واسهاره معتنياً بمريض مقعد، ذارفاً الدموع شاعراً ببشاعة خطيته. ولما أرسل الامبراطور الروماني جستنيان وفداً إلى الاسقيط للضغط على الرهبان لقبول قرارات مجمع خلقيدونية. قاد الأنبا دانيال حركة العصيان وحرض الرهبان على عدم الخضوع لهذه القرارات فلقى عذاباً شديداً هو ومن معه من الآباء وأخيراً طردوه من البرية حيث التجأ إلى بلدة تمبوك احدى قرى الدلتا وهناك بنى له ديراً صغيراً استمر فيه حتى وفاة جستنيان سنة 565م، بعدها عاد إلى الاسقيط.
وقد أُعطي من االله موهبة عمل المعجزات والكشف الروحي والافراز، اخيراً بعد جهاد شاق وقيادة حكيمة لرهبان البرية تنيح وقد تجاوز التسعين عاماً.
9 -القدیس مقاریوس الكبير
هو أب رهبان الاسقيط واحد المقارات الثلاثة القديسين. ولد في سنة 300 أو سنة 301م في شبشير منوفية من والدين تقيين. كان أبوه قساً. ولد بوعد الهي. تزوج على غير ارادته تحت ضغط الناس حتى يرسم قساً ليخلف والده. تم ذلك لكنه لم يعاشر زوجته وعاش معها بتولاً. وكان يذهب مع جمال ابيه إلى وادي النطرون إلى مصر.
هناك رأى رؤيا عن سكناه في هذا الجبل وتلمذته لكثيرين. سرعان ما ماتت زوجته. أما هو فنفذ الرؤيا وتوحد في الاسقيط. زار الأنبا انطونيوس وتزود ببركته وتتلمذ له آخذاً
منه نصائح تفيده في حياته الرهبانية بعد أن البسه اسكيم الرهبنة.
تتلمذ له كثيرون منهم من وفد إليه من بلاد نائية من بينهم مكسيموس ودوماديوس ابنا الملك فالنتيانوس امبراطور الدولة الرومانية .. ذاع صيته كأب ومرشد روحي عرفت عنه الحكمة العجيبة في قيادة النفوس. كما أعطى من االله موهبة صنع المعجزات بنى أول دير له مكان دير البرموس الحالي ثم تركه وبنى ديراً آخر ما زال يحمل اسمه حتى اليوم (دير أبو مقار).
تنيح في سن التسعين بعد حياة حافلة بالنسك والجهاد الروحي وما زال جسده محفوظاً في ديره بوادي النطرون.
10 -القدیس مقاریوس الاسكندري
هو أحد الثلاثة مقارات القديسين، وسمى بالاسكندري تمييزاً له عن مقاريوس الكبير ومقاريوس الاسقف. عاصر القديس مقاريوس الكبير. ولد في أواخر القرن الرابع وربما حوالي سنة 296 أو سنة 297 .كانت مهنته قبل رهبنته "حلواني"
بالاسكندرية ذهب إلى البرية حوالي سنة 330م
واشتهر بضروب التشقف الصارمة التي كان يمارسها. سمع عن أنبا باخوم في دير طبانسين وعن رهبانه فاشتهى أن يراه.
وهناك طلب من انبا باخوم أن يقبله راهباً في ديره. لكن باخوم رفض لكبر سنه. وبعد الحاح قبله. بدأ صوم الأربعين المقدسة ولوحظ انه لم يذق خلاله خبزاً ولم يثن ركبتيه
أو يرقد مرة، ولم يتناول طعاماً سوى أوراق الكرنب في أيام الآحاد فقط حتى يظهر انه يأكل. وازاء ذلك اعترى رهبان الدير صغر نفس وذهبوا إلى انبا باخوم وطلبوا إليه أن
يخرجه. فاندهش باخوم وصلى إلى الله ليكشف له عن شخصية ذلك الرجل. وفعلاً تم ذلك وتباركاً من بعضهما البعض وعاد مقاريوس إلى موضعه.
كان له أربع قلالي يقيم فيها. واحدة في الاسقيط في البرية الداخلية، والثانية فيما كانوا يسمونه ليبيا، والثالثة في الموضع المعروف باسم القلالي والرابعة في جبل نتريا.
كانت الأخيرة فسيحة يقابل فيها قصاده والثالثة كانت ضيقة لدرجة انه كان لا يستطيع أن يفرد ساقه والأولى والثانية كانتا بدون نوافذ وكان يقضي فيهما صوم الأربعين
المقدسة في ظلام.
أعطى من الله موهبة صنع المعجزات وشفاء الأمراض. كان إذا سمع عن انسان يمارس فضيلة لم يمارسها هو لا يهدأ باله حتى يتقنها. ومع انه كان ناسكاً متحمساً لكنه كان بشوشاً ومحباً للآخرين. تنيح في سن المائة.
11 -الأنبا موسى الأسود
يخبرنا بلاديوس المؤرخ عنه انه كان حبشياً ولذا يلقب بالأسود وانه كان عبداً وعتقه سيده لسوء سلوكه وكثرة سرقاته وارتكابه جرائم قتل. وكان من القسوة لدرجة
أن صار رئيس عصابة. ويقال انه ذات مرة عبر النيل سباحة والسيف بين فكيه ليقتل راعياً للانتقام. يختلف المؤرخون في كيفية توبته، لكن من الثابت انه تاب على يد الأنبا ايسيذورس القس.
بهر موسى بهيبة وروحانية ايسيذورس الذي أخذ يحدثه عن التوبة والحياة مع الله فتأثر لدرجة انه ترهب في شيهيت تحت طاعة الأنبا ايسيذورس سلك دروباً شاقة من النسك وجاهد ضد شهواته جهاداً مضرب الأمثال حتى صار في أواخر أيامه من كبار الآباء النساك. كان محباً للغرباء والأخوة كان يقضي الليل حاملاً جرات المياه إلى قلالي الأخوة التي تبعد كثيراً عن الماء. رسم قساً بيد الأنبا ثاوفيلس البطريرك 23 .
وفي سن الخامسة والسبعين استشهد على يد البربر في غارتهم الأولى ويعتبر الأنبا موسى أول شهداء شيهيت. وكان ذلك على أرجح الآراء حوالي سنة 407 .وما زال جسده محفوظاً في تابوت واحد مع معلمه الأنبا ايسيذورس في دير البرموس.
12 -القدیس نيلوس السينائي
ولد في غلاطية. عمل بعض الوقت حاكماً لمدينة القسطنطينية واستقال منها حوالي سنة 390 ،قاصداً برية سيناء ليترهب هناك هو وابنه ثيئودوسيوس اجتاح البربر صحراء سيناء وأسروا بعض الرهبان من بينهم ابنه اما هو فنجا بأعجوبة، بيع ثيئودوسيوس عبداً. اخذ نيلوس يبحث عنه حتى وجده عند اسقف كان قد اشتراه .. عاد
إلى سيناء واستأنفا حياتهما النسكية .. ترك كتابات في مواضيع مختلفة وتنيح.
13 -القدیس یوحنا ذهبي الفم
ولد بانطاكية سنة 347 من اسرة شريفة. كان يوحنا ما زال شاباً حين مات والده. فاهتمت امه التقية بتربيته. بعد أن انتهى من دراسة علوم عصره عرض عليه منصب قاض لكنه لشغفه بالدين توحد في أحد الأديرة القريبة من انطاكية حيث عكف على الصلاة ودراسة الكتاب المقدس. اضطر للعودة إلى المدينة لاعتلال صحته.
وهناك سيم شماساً فقساً ليقوم بخدمة الوعظ. ولما ارادوا سيامته بطريركاً على القسطنطينية دبروا حيلة حتى فازوا به وسيم سنة 397 .عرفت عنه شجاعته وصراحته في الحق مما أثار عليه الملكة الشريرة افدوكسيا التي لم تحتمل توبيخه لها فنفته ومات في منفاه سنة 407 بعد أن خلف للكنيسة تراثاً رائعاً من العظات وتفاسير لبعض الأسفار المقدسة ما زال معظمها باقياً حتى الآن. لفصاحته النادرة وقوة تأثير كلماته لقبته الكنيسة بذهبي الفم.
14 -القدیس یوحنا سابا
وهو معروف باسم الشيخ الروحاني. من الآباء في القرن السادس الميلادي.
ترهب بدير على نهر الفرات. وهو من مشاهير كتاب ونساك السريان. له كتابات روحيه بليغة.
15 -القدیس یوحنا القصير
هو أحد أعمدة الرهبنة في برية شيهيت. لا يعرف عن طفولته الا بعض شذرات متفرقة. يرجح انه ولد في سنة 339 وذهب إلى البرية حوالي 357 ولد ببلدة اطسا
بقرب المنيا من والدين تقيين. كان يشتهي من صغره حياة الوحدة والانفراد والهدوء ذهب إلى برية شيهيت وقصد الأنبا بمويه الذي رفض قبوله لصغر سنه اذ كان يبلغ 18
سنة في ذلك الوقت. وبعد الحاح امضى الأنبا بمويه تلك الليلة في الصلاة إلى الله طالباً ارشاده بخصوص هذا الأخ الجديد. فاخذ ارشاداً من الله بقبوله وانه سيكون غرساً يانعاً
وسيصير أباً لجماعات كبيرة. رهبنه بمويه وعاش في طاعته عاكفاً على الصلوات ودراسة الأسفار المقدسة والتأمل. أراد الأنبا بمويه أن يختبر ثباته فطرده ذات مرة وطلب إليه أن يعود إلى بيته لأنه لا يقدر على حياة التقشف الخشنة. ولم تفلح توسلات يوحنا، فظل اسبوعاً كاملاً واقفاً قدام باب الأنبا بمويه .. بعد ذلك فتح له المعلم وادخله
.. ومرة أخرى اراد أن يختبر طاعته فأعطاه عوداً يابساً وطلب إليه أن يغرسه في الأرض ويسقيه. فأطاع وكان يسقيه من عين ماء بعيدة مرتين كل يوم. وبعد ثلاث
سنوات اينع العود وصار شجرة كبيرة. هي التي عرفت باسم شجرة الطاعة فيما بعد.
وقيل انها ظلت باقية حتى سنة 1921 .اصيب معلمه بمرض شديد لازمه مدة 12 سنة كان يخدمه خلالها خدمة امينة حتى انه قبيل نياحته مسك بيده قدام الآباء الحاضرين
وقال لهم: "ان هذا ملاك وليس بانسان". بنى ديراً وما زال موجود حتى الآن بوادي النطرون .. وكان أباً عطوفاً ومرشداً لكثير من الرهبان .. ومن أهم ما عرف عنه استغراقه في التأمل في الالهيات آما أُعطي من االله موهبة الكشف الروحي.
رسمه الأنبا تيموثاوس الأول البطريرك 22 كاهناً بناء على طلب شيوخ البرية وقيل انه اثناء الرسامة سمع صوت من السماء يقول "اكسيوس اكسيوس اكسيوس" أي مستحق
مستحق مستحق. وبعد حياة حافلة بالجهاد والنسك تنيح بسلام وله من العمر سبعين سنة
وجسده ما زال محفوظاً بدير القديس أبو مقار بوادي النطرون.
إرسال تعليق