كيف نتناول باستحقاق؟
مقدمة
بسم الثالوث الأقدس
بعد عودة طقس القداس الإلهي ، بقرار من المجمع المقدس ، وبعد قضاء فترة من الحرمان من هذا السر المقدس والشركة المقدسة.
يجب علينا أن نقدم الي هذا السر بإستحقاق واستعداد لهذه المعجزة الإلهية العجيبة.
في نهاية المقال .. رابط عظة (بيت الله) لابونا داود لمعي ... عن كيف نستعد للقداس لنتناول باستحقاق
ولكن كيف أكون مستعداً؟
في هذه المقالة سوف نسرد بصورة مختصرة ، كيفية الإستعداد للتناول المقدس ، وإن كانت الفترة الأخيرة فترة اعطاها الله لنا لكي نراجع ونحاسب انفسنا ونعيد حساباتنا.
فيجب ان لا نعود نتناول بإستهانة من هذا السر العجيب ، كما كنا في السابق.
ولكن يجب أن نعود ونحن في قمة الاستعداد له ، وإن كنا لا نستحقه مهما فعلنا.
لكن لنحاول الاستعداد علي قدر طاقتنا وقامنا وليكمل الله كل نقص في توبتنا.
أمين
راجياً من الله ان تكون هذه المقالة سبب لمجد اسمه القدوس وسبب بركة وفائدة للجميع
صلوا لأجلي
الاستعداد للتناول المقدس
كيف أكون مستعداً؟
الاستعداد للوليمة
"قولوا للمدعوين:
هوذا غذائي اعددته ، ثيراني ومسمناتي قد ذبحت ، وكل شيء معد ، تعالوا الي العرس
ولكنهم تهاونوا ... ثم قال لعبيده:
أما العرس فمستعد وأما المدعوون فلم أنهم مستحقين. "مت 22: 1-8"
"وأما ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته فيضرب كثيرا"
"لو 12: 47"
1. يمتحن الانسان نفسه
امتحان النفس
"ولكن ليمتحن الانسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس ، لان الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب" "1 كو 11: 28"
- يمتحن ايمانياته:
أي يبحث في أعماقه هل هو في الإيمان السليم "جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان"
"2 كو 13: 5"
يمتحن إيمانه هل هو؟
إيمان بغير فحص
إيمان بلا رياء
إيمان بمحبة كاملة
"القداس الكيرلسي"
إذا وجدت ايمانك موافقاً لما يعلنه الأب الكاهن في الإعتراف الأخير:
آمين آمين آمين ، أؤمن أؤمن أؤمن ، وأعترف الي النفس الأخير أن:
هذا هو الجسد المحي الذي لإبنك الوحيد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم ، وجعله واحداً مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ، وإعترف الإعتراف الحسن أمام بيلاطس البنطي ، وأسلمه عنا علي خشبة الصليب المقدسة بإرادته وحده عنا كلنا ، بالحقيقة أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.
يعطي عنا: خلاصاً وغفراناً للخطايا ،
وحياة أبدية لمن يتناول منه.
أؤمن أؤمن أؤمن أن هذا هو بالحقيقة آمين.
إذا وجدت ايمانك موافقاً لما يعلنه الأب الكاهن في هذا الإعتراف الأخير فاعلم:
أنك في الإيمان سائر
أنك في الإيمان محمول
وفي الإيمان قائم نائمٍ
وتستحق التقدم للمائدة المقدسة بعد الدخول في الإستعداد.
- يمتحن أعماله وسلوكياته:
"ولكن ليمتحن كل واحد عمله ، وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط ، لا من جهة غيره لأن كل واحد سيحمل حمل نفسه" "غل 6: 4"
- يمتحن نفسه يقيمها والذينها:
يقيمها علي ضوء الإنجيل والوصية الإلهية:
"لا تكونوا مديونين لأحد بشيء ، إلا بأن يحب بعضكم بعضاً ، لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس ، لأنه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشته وإن كانت وصية أخري هي مجموعة في هذه الكلمة:
"أن تحب قريبك كنفسك .. فالمحبة هي تكميل الناموس" "رو 13: 8"
- يمتحن فكرة:
"لا تنظروا كل واحد الي ما هو لنفسه ، بل كل واحد إلي ما هو للأخرين أيضاً ،
فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً "في 2: 4"
"لتتغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم بل:
يمتحن الإنسان نفسه لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة
أي "إمتحنوا كل شيء ، وتمسكوا بالحسن" "1 تي 5: 21"
2. دموع التوبة وإستحقاقية التناول
"إذا كنت لا تستطيع أن تلمس ثياب الملك الأرضي بيد غير نقية .. فكيف تتجاسر علي ملك الملوك ، وإله الآلهة بتناولك من اسراره المحيية .. وقلبك ملوث بالآثام وضميرك غير طاهر ؟!
"ذهبي الفم"
مستأسراً كل فكر لطاعة المسيح الملك ، وحينما يحني الإنسان هامته ويحتفظ بصمته وخلوته يبدأ الروح القدس في داخل القلب مبكتاً ثم معزياً ثم غافراً معطلاً الإستحقاق إلي التقدم إلي المائدة السمائية غير المائتة بقلب مملوء سلاماً وفرحاً وبهجةً.
- الروح مبكتاً:
يبكت قلب الإنسان بل يئن فيه بأنات لا ينطق بها ولا يعبر عنها ولا وصف لها سوي أنات التوبة والعودة إلي الله
"وكان بعد ذلك أن قلب داود ضربه علي قطع طرف جبة شاول" "1 صم 24: 5"
آه! .. ما أجمله تبكيتاً! .. وما أقواه نداءاً للإستيقاظ!
"فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم" "أع 2: 37"
فيصرخ الإنسان من أعماق قلبه مع منسي الملك التائب قائلاً:
"أنت يارب إله الأبرار لم تجعل التوبة للصديقين .. بل جعلت التوبة لمثلي أنا الخاطيء لأني أخطأت أكثر من عدد رمل البحر ، كثرت آثامي ولست مستحقاً أن أرفع عيني إلي السماء من أجل كثرة ظلمي ، بل أنحني من أجل كثرة رباطاتي الحديدية ولا رفع رأسي من خطاياي ".
انه عمل الروح القدس في قلب الانسان:
يبكت ويوبخ ويتّوب وحينما يستجيب الإنسان لعمل الروح هذا ويحس بخطاياه وتقصيره يصير الإعتراف عنده سهلاً لذيذاً بل شهوة ورغبة لأنه يرى فيه مصالحة مع الله ، ومحواً للآثام وغفراناً لخطاياه ...
- الروح معزياً:
الروح يعزي الإنسان ويملأ قلبه بالعزاء فيذهب إلي أب الإعتراف وينتابه شعوران:
- شعور بالندم من أجل تعدياته.
- وشعور بالتعزية من أجل قبول الله له.
فرق شاسع بين أن تكون التوبة مظهرية روتينية لأغراض شخصية أو لأوقات وقتية ، وأن تكون ثمرة من ثمار الروح القدس في داخل القلب ..
"هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوب ومرتعب من كثرة ذنوبي .. فتوبي يا نفسي ما دمت في الأرض ساكنة ..." قطع النوم
"إعطني يارب ينابيع دموع كثيرة ، كما أعطيت منذ القديم للمرأة الخاطئة وإجعلني مستحقاً أن أبل قدميك اللتين أعتقتاني من طريق الضلالة وأقدم لك طيباً فائقاً ، وأقتني لي عمراً نقياً بالتوبة"
"صلاة نصف الليل"
- الروح القدس غافراً:
حينما ينتهي الإنسان من سرد خطاياه ويسمع الغفران والحل من فم الروح القدس الناطق علي شفتي الكاهن يكون فرح في السماء أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاج الي التوبة وحينما يتقدم الي المائدة الملوكية يحس بفرح روحي لا يوصف وإشتياق بل يصرخ مع داود:
كما يشتاق الإيل الي جدول المياه ، هكذا تشتاق نفسي اليك يا الله.
- ثمرة الاعتراف:
يردد المرتلون أثناء التناول من الذبيحة المقدسة ويصرخ التائب صلرخاً من أعماقه:
"يقوم حولك الشاروبيم والسارافيم ولا يستطيعون أن ينظروك!
ونحن ننظرك كل يوم علي المذبح ونتناول من جسدك ودمك الكريمين من أجل هذا نعظمك بإستحقاق بتماجيد نبوية "
الألحان الكنسية "
عجيبة أنت ايتها التوبة ...
جميلة في جوهرك رغم منظرك
شافية في اعماقك رغم المرارة
التي في مذاقك!
فبك نستعد وبك نستحق ... وبك نصطلح ونجدد العهد للدخول إلي الأقداس !!
3. الاشتراطات الكنسية
الصلح مع الأخرين وترك البغضة من القلب
"فإن قدمت قربانك إلي المذبح ، وهنا تذكرت أن لأخيك شيئا فأترك قربانك وإذهب أولا إصطلح مع أخيك ، وحينئذ: تعالي وقدم قربانك " " مت ٥: ٢٣ "
كيف تتقدم إلي ذبيحة الحب وأنت خال من الحب؟
"وإجعلنا مستحقين يا سيدنا أن تقبل بعضنا بعضا بقبلة مقدسة ، لكي ننال بغير طرحنا في دينونة من موهبتك غير المائتة السمائية "بالمسيح يسوع ربنا"
"القداس الباسيلي"
وعلامة البغضة في القلب:
- الكراهية الشديدة
- تمني الشر للآخرين
- تغير الدم وتعكره حين سماع سيرة شخص
- التشهير ومسك السيرة
- ربما تصل البغضة إلي القتل والثأر بل يظل القلب ينفث كرها كما يبخ الثعبان السم القاتل
انه سم قاتل لصاحبه اولا !!
ومن علامات البغضة ايضا:
عدم الغفران - وعدم النسيان
أليس هذا شرطا وضعه الله في الصلاة الربانية:
اغفر لنا كما نغفر نحن ايضا !!
إن كنت معتديا .. إترك قربانك وصالح أخاك وإصلح ما افسدته يداك !!
وإن كنت معتدي عليك فإذهب إلي اخيك معاتبا ، وإن لم تستطع أن تعاتبه لسوء طبعه أو ظلمة قلبه وشره فعلي الأقل:
إغفر له ولا تستبق في قلبك حقدا أو عداوة ولا تتكلم عليه لا بالجيد ولا بالرديء.
"إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس"
"رو ١٢: ١٨"
ربي:
يا من غفرت لصالبيك
وأرسل حبك لطاعنيك
اعطني أن اغفر للمسيئين
البعيدين والقريبين
- الطهارة والنقاوة:
من كان طاهرا فليدن من الأسرار المقدسة ، ومن كان غير طاهر فلا يدن منها
لئلا يحترق بنار اللاهوت
"القداس الإلهي"
طهر انساننا الداخلي كطهر إبنك الوحيد هذا الذي نريد أن نتناوله ، فليهرب عني الزنى وكل فكر نجس من أجل الله الذي من العذراء " " من صلاة الخضوع "
- الاستعداد الخارجي:
ومن الاستعدادات الخارجية:
1- النظافة التامة
2- الصوم
"ولا يتناول أحد من القربان إلا وهو صائم نقي ، ومن أفطر من المؤمنين والمؤمنات ثم تقرب ، إن كان فعل ذلك تهاونا فلينف من كنيسة الله إلي الأبد"
"الدسقولية ٤٣"
3- هجرفراش الزوجية.
4- في حالات الدورة الشهرية.
5- بعد الولادة:
40 يوم في حالة الذكور و 80 يوم في حالة الإناث
ترك الزينة علي إختلاف أنواعها ، ويتقدمن للتناول ورؤوسهن مغطاه.
- في ليلة الوليمة:
- عود إلي منزلك مبكراً.
- كن هادئاً لكي تعد نفسك للتناول وحضور القداس.
- ابحث في قراءات القداس وراجع فصولها.
- إبحث في كتاب السنكسار عن قديسي اليوم.
- إصمت .. إصمت .. إصمت
ثم افحص ذاتك جيداً ليكشف لك الروح القدس أخطاؤك وعثراتك.
- تقدم في هدوء ساجداً ومصلياً وشاكراً.
- إذا تذكرت أن لأحد عليك شيء فلا تقلق فإن كان الإتصال به سهلاً فليكن ، وإن لم يكن فضع في قلبك أنه في الصباح تصلح ما قد فسد !!
- لا تسلم نفسك لحرب الفكر وسجس عدو الخير وإن احسست بقلق وإضطراب وإحجام عن التناول والكسل عن الصلاة وتنقية القلب فاعلم أنه من الشيطان إنه روح خبيث يحاول أن يبعدك عن حياة السمائيين ..
- حاول أن تقضي بعض الوقت في سماع إحدى العظات أو الألحان أو الترانيم.
- ضع في قلبك أن تصحو مبكراً وتستمتع بصلاة باكر والمزامير.
- في صباح القداس:
- قم مع المجدلية والظلام باق.
- إهتم بملابسك ومظهرك لأنك ستكون في حضرة الملك قائم ، فإهتمامك بمظهرك يكشف عن مدي تقديرك وإحترامك لمن أنت ذاهب إلي بيته.
- خذ معك خولاجي وأجبية حتي تتابع الصلاة.
- لا تنس أثناء الطريق ترديد بعض الصلوات القصيرة أو المزاميرالمحفوظة.
- في الكنيسة:
- أدخل إلي الكنيسة بهدوء ساجداً.
- خذ مكان هاديء ولكن لا تفصل نفسك عن القطيع.
- أثناء صلوات الأب الكاهن السرية وأثناء سجودك ، إعرض ضعفاتك علي الله وأطلب الرحمة والإستحقاق للتقدم إلي الأسرار.
- أثناء التناول:
إنها لحظات رهيبة ..
إعلم أن الرب يعطيك جسده لا عن إستحقاقك بل عن حبه وصفحه وغفرانه
- يستحسن أن يكون لك لفافة خاصة بك.
- تقدم للتناول قائلاً للأب الكاهن
"أخطأت حاللني يا أبي".
وإذا ما وضع الجمرة في فمك فهي لتطهيرك وغفران خطاياك .. بسرعة غطي فمك شاكراً إلهك .. شاعراً بعظم ما أخذت ..
- يكفيك أن تحس أن:
* الدم قد غسلك من آثامك وأدناسك والآن قد صرت جديداً.
* لا تتكلم أثناء التناول ولا تشغل نفسك بشيء سوي الشكر والحمد.
* اصرف المناولة ببعض من الماء.
- بعد التناول:
انصرف في هدوء .. لا تقف ولا تنتظر في حوش الكنيسة (لمنع التجمعات) ولسبب آخر ايضاً وهو أن الشيطان يحاول أن يخطف ما أنت قد أخذته.
حاول أن يكون يوم التناول هو يوم راحة وسلام مع الجميع فهو يوم عيد فلنبتهج ونفرح فيه .. وفي يوم العيد ليس للإنسان العتيق مكان .. إفهم ما أقول وليعطيك الرب فهماً في كل شيء لتختبر وتعيش في عرس مجده.
خاتمة
إظهر في نفوس عبيدك مجد اسرارك الخفية
عند أصعاد الذبيحة علي مذبحك
تضمحل الخطية من أعضائنا بنعمتك
عند نزول مجدك علي أسرارك
ترفع عقولنا مشاهد جلالك
عند إستحالة الخبز والخمر إلي جسدك ودمك
تتحول نفوسنا إلي مشاركة مجدك
وتتحد نفوسنا لألوهيتك
من كأس دمك نشرب
أعطنا مذاقة روحية
لنستطعم مذاقة أسرارك المحيية
هب لنا دموعاً نقية
وأغسلنا من أدناس الخطية
صيرنا هياكل مقدسة لحلولك
وأواني مطهرة لقبولك لكي:
بذوق لحمك نؤهل لذوق نعمتك
وبشرب دمك نؤهل لحلاوة محبتك
وهبت لنا أن نأكل لحمك علانية
أهلنا للإتحاد بك خفياً
وهبت لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً
أهلنا أن نمتزج بطهارتك
سراً؟ !!
إرسال تعليق